-
ماجد بن سليمان الرسي
خصائص يوم الجمعة
ومن خصائص يوم الجمعة أنه يَوْمُ اجْتِمَاعِ النّاسِ وَتَذْكِيرِهِمْ بِالْمَبْدَأ وَالْمَعَادِ، وَقَدْ شَرَعَ اللّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لِكُلّ أُمّةٍ فِي الْأُسْبُوعِ يَوْمًا يَتَفَرّغُونَ فِيهِ لِلْعِبَادَةِ، وَيَجْتَمِعُونَ فِيهِ لِتَذَكّرِ الْمَبْدَأ وَالْمَعَادِ، وَالثّوَابِ وَالْعِقَابِ، وَيَتَذَكّرُونَ بِهِ اجْتِمَاعَهُمْ يَوْمَ الْجَمْعِ الْأَكْبَرِ قِيَامًا بَيْنَ يَدَيْ رَبّ الْعَالَمِين، وكان أحق الأيام بهذا الغرض يوم الجمعة، فادَّخره الله لهذه الأمة لفضلها وشرفها، فشرع اجتماعهم لهذا اليوم لطاعته، وتذكُّر حكمة الخلق وما خُلقوا له، وبأجل العالم، وطي السماوات والأرض، وعود الأمر كما بدأه سبحانه وعدا عليه حقا، وقولا صدقا، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في فجر يوم الجمعة سورة (ألم تنزيل) و (هل أتى على الإنسان)، لِما اشتملت عليه هاتان السورتان مما كان ويكون من المبدأِ والمعاد، وحشر الخلائق، وبعثهم من القبور إلى الجنة والنار.