حقوق مقتضيات الإيمان به
ومن مقتضيات الإيمان بالنبي (صلى الله عليه وسلم) الإيمان بأن شريعته ناسخة لـما قبلها من الشرائع، كشريعة عيسى وموسى عليهما السلام، ومهيمنة عليها كلها، قال تعالى {وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه}، وبناء عليه فلا يجوز التعبد لله بغير شريعة الإسلام.
فائدة من الهجرة النبوية
أيها المسلمون، اتقوا الله تعالى وراقبوه، وأطيعوا الله ولا تعصوه، واعلموا أن الله بعث نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم على فترة من الرسل، بعد أن طبَّقت الوثنية الأرض، بما فيها خير البقاع مكة، فدعا عليه الصلاة والسلام عشيرته الأقربين، فقبل القليل منهم دعوته، وردها الكثير، وبقيت تلك الدعوة في شيء من الخفاء، وكفار قريش لا يلقون لها بالاً، فلما صدع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتنقص آلهتهم وذمها؛ سلك المشركون مسلكًا آخر، حفاظًا على آلهتهم، وتعصبا لها، فأغروه بالمال ليكون أكثرهم مالاً، وأغروه بالزواج من أجمل نسائهم، وعرضوا عليه أن يملكوه عليهم، وعرضوا عليه أن يعبد آلهتهم سنة ويعبدوها هم سنة، فأبى ذلك عليه الصلاة والسلام، (ودوا لو تدهن فيدهنون)، فعذبوا من استطاعوا تعذيبه من أتباعه، ممن ليس لهم نفوذ ولا عشيرة.
فوائد الصلاة على المصطفى
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: هذا (أي أُبـــي بن كعب) كان له دعاء يدعو به، فإذا جعل مكان دعائه الصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم) كفاه الله ما أهـمه من أمر دنياه وآخرته، فإنه كلما صلى عليه مرة صلى الله عليه عشرا، وهو لو دعا لآحاد المؤمنين لقالت الملائكة: (آمين، ولك بمثله)، فدعاؤه للنبي (صلى الله عليه وسلم) أولى بذلك.
من حقوق المصطفى الصلاة والسلام عليه
ومعنى الصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم): الدعاء له بالرحمة وشريف المنزلة، فإن الصلاة في اللغة تأتي بمعنى الدعاء كما في قوله تعالى ﴿خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم﴾، أي ادع لهم، إن دعاءك سكن لهم، أي رحمة وطمأنينة.
من حقوق المصطفى توقير آل بيته
عباد الله، والأدلة على هذا الأصل كثيرة، فعن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: قام رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوماً فينا خطيباً بماء يدعى «خُـمّـاً»، بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه، ووعظ وذكَّر، ثم قال: (أما بعد، أيها الناس، فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسولُ ربي فأُجيبُ، وأنا تارك فيكم ثَـقَلَينأولهما: كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به).
توقير زوجات المصطفى
أيها المسلمون، اتقوا الله تعالى وراقبوه، وأطيعوه ولا تعصوه، واعلموا أن من أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة؛ توقير أزواج النبي (صلى الله عليه وسلم) ، فقد بوّأهن الله تعالى منـزلة عالية، بل رفعهن إلى منزلة الأمومة لجميع المؤمنين، كما في قوله تعالى: {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم}، وفي ذلك من الـحُرمة والاحترام والتوقير والإكرام والإعظام ما يوجب على كل مسلم أن يحفظ لهن هذا الحق، ويؤديه على الوجه المطلوب منه شرعاً.
من حقوق المصطفى توقير صحابته
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ومن أصول أهل السنة والجماعة سلامةُ قلوبِـهم وألسنتِهم لأصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، كما وصفهم الله في قوله تعالى: {والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا}..
من حقوق المصطفى محبته
أيها المؤمنون، وتمام كمال محبة النبي (صلى الله عليه وسلم) لا يكون إلا بتقديم محبته على النفس والمال والأهل، ودون هذا يعتبر نقصٌ في المحبة والإيمان، وقد دل على هذا الكتاب والسنة، فأما الكتاب فقوله تعالى ﴿النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم﴾.
من حقوق المصطفى الحذر من معصيته
أيها المسلمون، اتقوا الله تعالى وأطيعوه ولا تعصوه، واعلموا أن من حقوق النبي (صلى الله عليه وسلم) الحذر من معصيته، فقد جاء التحذير من معصيته في قوله تعالى (ومن يعص الله ورسوله) ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين، وقوله (ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا) وقوله (ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا * يا ويلتا ليتني لم اتخذ فلانا خليلا * لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا)، وقال تعالى (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً)
من حقوق المصطفى طاعته
أيها المسلمون، اتقوا الله تعالى، واعلموا أن الله أكرم هذه الأمة باختيار خير خلقه ليكون نبيا لها ورسولا، وهو محمد (صلى الله عليه وسلم)، فكان بحق خير الناس خُلُقا وعِلما وعملا، وقد أمر الله بالنصيحة له، فعن تميم الداري رضي الله عنه أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: الدين النصيحة.
الدلائل العشرة على عظم قدر المصطفى
أيها المسلمون، اتقوا الله تعالى، واعلموا أن الله أكرم هذه الأمة باختيار خير خلقه ليكون نبيا لها ورسولا، وهو محمد (صلى الله عليه وسلم)، فكان بحق خير الناس خُلُقا وعِلما وعملا، ولهذا فإنه أثَّــــر في الدنيا بأسرها، في جنها وإنسها وحتى بهائمها، فهو بحق رجل عظيم لم يأتِ الزمان بمثله مطلقا ولن يأتي، وليست عظمة النبي (صلى الله عليه وسلم) محصورة بجوانب معينة، بل هي عامة لجميع الجوانب، والأدلة على عِـظَم قدره تزيد على الـمِـئـة دليل، كل دليل مختلف عن الآخر
شروط تحقيق شهادة أن محمدا رسول الله، ونواقضها
أيها المسلمون، اتقوا الله تعالى واحذروه، وأطيعوه ولا تعصوه، واعلموا أن شهادة أن محمدا رسول الله لا ينتفع بها قائلها إلا بتحقيق شروط ثمانية