هذا مدخل لدراسة نشأة الديانة النصرانية ومراحل تطورها عبر التاريخ، بدءاُ من ولادة السيدة مريم ، ومروراً بحملها وولادتها لابنها السيد المسيح عيسى عليه السلام، ونشأته ورسالته حتى رفعه الله إليه، كما جاءت في القرآن الكريم والمصادر المسيحية.
الوسوم ذات الصلة
ذات صلة books
التغيرات والتطورات التدريجية التي حدثت على رسالة يسوع بعد رفعه على مدى عدة قرون
قال ابن القيم بعدما ذكر ما حصل لقوم موسى من الهلاك بعدما تركوا التوراة وحرَّفوها واتبعوا ما تُـمليه عليهم آراء الفلاسفة: ثم بعث الله سبحانه عبدَه ورسولَه وكلمتَه المسيح ابن مريم صلوات الله وسلامه عليه، فجدَّد لهم الدين، وبيَّـن لهم معالمه، ودعاهم إلى عبادة الله وحده، والتبري من تلك الأحداث والآراء الباطلة ، فعادَوهُ وكذَّبوه، ورمَوه وأُمَّه بالعظائم، ورامُوا قتله، فطهَّره الله تعالى منهم ورفعه إليه، فلم يصِلوا إليه بسوء، وأقام الله تعالى للمسيح أنصارًا دعَوا إلى دينه وشريعته، حتى ظهر دينُه على مَن خالفه، ودخل فيه الملوك، وانتشرت دعوته، واستقام الأمر على السَّداد بعده نحو ثلاثمئة سنة.
أين التوراة والإنجيل الأصليين؟
بعد دخول الشرطة الرومان على المسيح ومعهم اليهود ليقتلوه تفرق الحواريون، الجميع يريد النجاةَ بجلده، ولم يحفظوا الإنجيلَ ولم ينشروا رسالةَ المسيح، لأنهم صاروا في خوف شديد من أعداء المسيح، فضاع الإنجيل، ثم بعد عقودٍ من الزمن جاء يوحنا ومتى ومرقس ولوقا، وكتبوا ما سمعوه من الناس، وسمى كلُّ واحد منهم كتابه إنجيلا، وسماه باسمه (إنجيل يوحنا، إنجيل متى، إنجيل مرقص، إنجيل لوقا)، ويلاحَظ أنه لم يقل أحد منهم إطلاقًا إن الذي كتبه هو نفس الإنجيل الذي كان بيد المسيح. وبهذا تبين بالدليل التاريخي أن كتاب الإنجيل الأصلي (كلام الله) الذي كان بيد المسيح لم يحفظه الحواريون، ولم تتناقله الأجيال، فبناء عليه فلا يصح أن توصف تلك الأناجيل بأنها كلام الله.