قد اهتم القرآنُ الكريم اهتمامًا بالغًا بشأن نبي الله عيسى ابن مريم، فابتدأ قصته بِـذِكر ولادة أمِّه مريم، ونشأتها نشأةَ الطُّهر والعفاف والعبادة والتبتُّل، ثم ذَكَـر إكرامَ الله تعـالى لها بأن رزقها غلامًا بلا أب، حيث أرسل لها أعظم الملائكة -وهو جبريل- ليبشرها به، ولينفخ فيها فتحمِل بعيسى، ثم ذكر رعايةَ الله لها أثناء حملها، ورعايته لها أثناء ولادتها له، ثم حديثَها مع بني إسرائيل لما استنكروا إنجابها للولد وليست ذاتَ زوج، وكلامَ عيسى في المهد بأنه عبد الله، وأنه نبي من عند الله، ثم بيَّن القرآن خبره بعدما كَبِر لمَّا بعثه الله إلى بني إسرائيل نبيًّا مؤيَّـدًا بمعجزات كثيرة تدل على نبوته، وأنه رسول من عند الله، ليعلم الناسُ أنه لا يأتي بتلك المعجزات إلا رسولٌ أيَّده الله بها، حالُـهُ في هذا كحال غيره من الأنبياء، ثم ختم القرآنُ أخبارَ عيسى ابن مريم بذكر محاولة اليهود قتلَه، وكيف أن الله نجَّاه منهم بمعجزة إلـٰهية، لم تحصل لنبي قبله، وهي رفْعُـهُ إلى السماء مُعزَّزًا مكرَّمًا، خلافًا لمَا يعتقده النصارى واليهود فيه أنه قتله اليهود وبصقوا في وجهه وصلبوه على خشبةٍ على هيئةِ صَليب ووضعوا الشوك على رأسه، حاشاه من ذلك.